الحكاية الأولى

طاهر

طالب طب يشق طريقه
Taher using a tablet device
السوريون يروون حكاياتهم - طاهر

طاهر من إدلب، المعروفة بزيت الزيتون ودفء أهلها.

"عندما تكون في وسط المدينة، تجد رائحة المعجنات والنعناع تملأ الهواء ويمكنك شمها من بعيد".

يتذكر طاهر المشي في السوق (البازار) خلال شهر رمضان مع أخيه ووالده. كان الشارع يهج بالناس والمشهد مفعماً بالحيوية. تجول الذكريات في رأسه مراراً وتكراراً، فيحلم بأيام ينعم فيها بالسلام في المستقبل.

يتذكر قبل النزاع كيف كان يذهب في رحلات عائلية إلى بحيرة زرقاء جميلة، كانت باردة ومنعشة. كانوا يقومون بالشواء والاستماع إلى الموسيقى والتقاط الصور والاسترخاء.
بعد بدء النزاع، لم تعد الأمور كما كانت.
يتذكر قبل النزاع كيف كان يذهب في رحلات عائلية إلى بحيرة زرقاء جميلة، كانت باردة ومنعشة. كانوا يقومون بالشواء والاستماع إلى الموسيقى والتقاط الصور والاسترخاء.
بعد بدء النزاع، لم تعد الأمور كما كانت.
في عام 2015، أدرك طاهر أنه لا يستطيع متابعة دراسته في إدلب. حاول الاستمرار في تركيا، لكنه وضع نصب عينيه أخيراً الوصول إلى أوروبا، وتحديداً ألمانيا.
يحب طاهر أن يكتب للتعبير عن أفكاره.
لقد هربنا من مناطق الحرب

من المناطق التي لم يعد من الممكن العثور فيها على سرير دافئ وظروف معيشة عادية...

دمشق، دوما، أطفال في مبنى مدمر

two children holding hands walking up stairs surrounded by rubble

دمشق، دوما، أطفال في مبنى مدمر

أردت أن أثبت لذاتي أنني أستطيع القيام ذلك. أردت أن أسلك طريقي الخاص، مهما بدا الأمر صعباً."
طاهر

في رحلته إلى ألمانيا، فكر طاهر كثيراً في كيفية اتخاذ الخطوة التالية دون خوف. حاول أن يندمج في مجتمعه الجديد، أن يشعر بالانتماء، وأن يشترك في نفس الهدف مع من حوله.

ومنذ لحظة مغادرته، اكتسب منظورا جديدا للحياة.

لقد رأى العالم بشكل مختلف عما كان عليه في سورية.

Taher studying at a deskA photograph of TaherA photograph of Taher father as a surgeonTaher using an ipad to facetime
كان جد طاهر طبيبا عاما ووالده جراحا.

عندما كان لا يزال طفلاً صغيراً، رأى الطريقة التي يتعامل بها والده مع المرضى، وكيف يمارس مهنته بدفء وإنسانية بغض النظرعن هويه المرضى.
يريد طاهر الآن أن يسلك نفس الطريق ويدرس باجتهاد ليصبح طبيبا.
a screenshot of Taher's video from yoututbe
يدير طاهر قناة على يوتيوب حيث يساعد الناطقين بالعربية على تعلم اللغة الألمانية.

ويرغب في الوصول إلى الألمان أيضا، ليشاركهم ثقافته، وما يميز طبيعة الشعب السوري من دفء وقيم.
يفتقد طاهر عائلته – خاصة أمه وأبيه، فألمانيا بعيدة عن وطنه. فهو لا يعرف كيف تبدو إدلب الآن، أو كيف قد تكون في المستقبل، وهو أمر مخيف.

بالرغم من الصعوبات والوحدة، لا يزال طاهر يتطلع إلى المستقبل.
أنا دائما إيجابي لأن لدي أمل، هذا النوع من الأمل الذي لن يموت أبدا.
a portrait of Taher smiling
عن اللجنة الدولية
تأسست اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام ١٨٦٣ وتعمل في جميع أنحاء العالم لمساعدة الأشخاص المتضررين من النزاعات والعنف المسلح وتعزيز القوانين التي تحمي ضحايا الحرب. واللجنة الدولية منظمة مستقلة ومحايدة، ينبع تفويضها من اتفاقيات جنيف لعام ١٩٤٩. مقرنا في جنيف، بسويسرا، ويعمل لدينا أكثر من ٢٠٠٠٠ شخص في أكثر من ٨٠ بلد. ويأتي تمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل
أساسي من التبرعات الطوعية من الحكومات والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

سورية هي أكبر عملية للجنة الدولية للصليب الأحمر في العالم. وبالتعاون مع شريكها المحلي ، الهلال الأحمر العربي السوري ، تساعد اللجنة الدولية المجتمعات المحلية في مجالات الرعاية الصحية والصحة النفسية والأمن الاقتصادي والمياه والسكن ، فضلاً عن أعمال الحماية والوقاية. قم بزيارة موقعنا على الإنترنت لمعرفة المزيد عن عملنا في سورية وخارجها.
تستند البيانات الواردة في هذا الموقع إلى دراسة استقصائية شملت ١٤٠٠سوري تتراوح أعمارهم بين ١٨ و٢٥ عامًا، منهم ٨٠٠ يعيشون في سورية و٤٠٠ في لبنان و٢٠٠ في ألمانيا. وقد اختيرت هذه الفئة العمرية لتمثل الأشخاص الذين ترك النزاع فيهم بصمة عميقة في مرحلتي المراهقة والرشد المبكر. أما المناطق فقد اختيرت لضمان تمثيل مجموعة متنوعة من المشاركين في ظروف مختلفة.